بيان القيادة القطرية بمناسبة الذكرى الـ 76 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
بيان القيادة القطرية بمناسبة الذكرى الـ 76 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
كان السابع من نيسان 1947م يوماً استثنائياً في تاريخ النضال العربي والعمل القومي انبثق في فجره حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي على يد كوكبة من المناضلين القوميين، والذي تأسس بتاريخ 7 نيسان 1947م في دمشق، تحت شعار “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” حاملاً أهداف “الوحدة والحرية والاشتراكية” ومنذ ذلك اليوم التاريخي المجيد وحزبنا يناضل من أجل تحقيق الأهداف والمبادئ التي تأسس من أجلها، متحدياً ومتجاوزاً كل الظروف والصعاب، التي واجهت مسيرته النضالية الغنية بالمآثر والتضحيات حتى يومنا هذا، ويكفيه فخراً أنه الحزب الذي ما زال صامداً في سبيل تحقيق أهدافه ومبادئه، مما يدل دلالة قاطعة على القناعة الراسخة المتعمقة، والإيمان بأهدافه ومبادئه لدى منتسبي حزبنا، وعلى حضوره الفاعل في مواكبة ومسايرة ما يجري من أحداث وتطورات طوال هذه الفترة الاستثنائية في تاريخ الأمة العربية.
إننا كبعثيين ومنتمين لهذا الحزب القومي العريق ومهما كانت التضحيات والمؤامرات علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية، سنظل متمسكين بالأهداف التي رسمها الحزب، ولن نتخلى عن مبادئنا مهما كانت التحديات والمخاطر التي تواجهنا ومهما كان حجم التآمر على حزبنا وعلى الأمة العربية، ومهما تعددت الأساليب والوسائل للأعداء ومحاولات القضاء على كل من يسعى لتوحيد الأمة وتنويرها.
لقد خاض حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي -قطر اليمن نضالات تاريخية كبيرة على المستوى الوطني، سنقف على بعض محطاتها طوال فترة تاريخية مهمة امتدت منذ عام 1950م، حتى اليوم .. بدءا من انطلاقته في درب النضال والتحرر من المستعمر البريطاني، ليستمر نضاله في مختلف المراحل والمحطات التاريخية اللاحقة، حيث نشط الحزب من أجل تكوين رأي شعبي ضاغط من شأنه التحقق من الصياغة الرسمية المطلوبة لاتفاقية الوحدة، ومضامينها وصولاً إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م، وظل الحزب حريصاً وما يزال حتى الآن على سلامة الوحدة من خلال دوره الكبير والمؤثر، ومكانته الكبيرة في الساحة الوطنية والعربية، وعبر علاقاته المتينة مع الأحزاب والتنظيمات السياسية، كما ظل حريصاً على ترسيخ العمل الحزبي التعددي، واستطاع أن يضبط ويميز علاقاته مع الأحزاب والتنظيمات السياسية بتوازن ومسؤولية، وأن يؤدي دور الوفاق وتقريب وجهات النظر بينها، بما يخدم بالدرجة الأولى مصلحة اليمن العليا، وإرادة الشعب والحياة الديمقراطية الحقيقية، ولقد شارك الحزب بدور أساسي وكبير في بلورة اتفاق 2009م، بين الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، وكذلك اتفاق يوليو 2010م لإجراء حوار وطني شامل.
ويجدد حزبنا إدانته الشديدة للعدوان الغاشم الذي تعرضت له اليمن، طيلة ثمانية أعوام ماضية من قبل تحالف الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد كان موقف حزبنا منذ الوهلة الاولى للعدوان وما يزال في خوض معركة الصمود دفاعاً عن الوطن وسيادته وكرامة الشعب اليمني، والسعي إلى ترسيخ السلام وطرد الاحتلال من كل أراضي اليمن بلا استثناء ، والسعي لإيجاد أرضية للحوار الوطني وفق مشرروع وطني جامع يحقق الأمن والاستقرار لليمن ويمنع التدخلات الخارجية، ولا يخفي على أحد أن بلادنا ما زلت تمر في مرحلة حساسة ومهمة ونجدد دعوتنا لما يتطلب من قواها السياسية الوطنية توحيد الصفوف، وتظافر الجهود من أجل أن ينال اليمن حريته واستقلاله وأن يمتلك قراره السياسي وسيادته على كامل ترابه ومياهه، ولهذا سوف يظل الحزب يؤدي دوره الوطني المنوط به في سبيل تحقيق الغايات الكبيرة مع سائر القوى الوطنية الفاعلة.
وتأتي الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس حزبنا وما زالت الأمة العربية تناهض المؤامرات الدولية المستمرة، وتعاني من استمرار فرض واقع مؤلم، وترسيخ الاحتلال الصهيوني في فلسطين والجولان السوري، بل وتفاقمت هذه المعاناة في السنوات الأخيرة لتشمل دولًا عربية حرة ومستقلة ذات سيادة مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا، بما تشهده من أحداث ومؤامرات استهدفت خلخلة النسيج الوطني وإضعاف التضامن العربي، واستهداف القوى النضالية الحية والمؤثرة، والتي وصلت في هذه المرحلة لتبرهن -استنادا على ما حل في واقع الأمة- على أهمية استعادة التضامن وتحقيق الوحدة القومية ومواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة وثقافتها وهويتها العربية.
وفي هذا الإطار نجدد مواقفنا الثابتة من القضايا القومية وعلى راسها قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية بما يكفل تحرير الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف وتحرير الجولان العربي السوري وتحرير الاراضي اللبنانية في جنوبها المحتل من قبل الكيان الصهيوني.
كما نؤكد أن الرفيق القائد فخامة الرئيس بشار الأسد –الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي– يخوض معركة مواجهة دفاعا عن سورية وحريتها واستقلالها، و عن جميع الأراضي العربية المحتلة “الجولان و فلسطين المحتلة” فان حجم التضحيات التي قدمتها سورية من أجل الانتصار للأمة كبيرة ومقدرة من ابنائها وكل الشعوب العربية والاسلامية و في اطار توجهاتها نحو المشاركة في إقامة نظام عالمي جديد يلبي تطلعات الشعوب في تحقيق العدالة والسلام، ودعم حركات التحرر ومبادئ السيادة الحقيقية للشعوب والأوطان، وتحقيق أهدافها الكبيرة المشتركة، وإننا إزاء هذا نؤكد على دعمنا وتأييدنا للدور الشجاع و النضالي المسؤل و التوجهات الاستراجية القومية للقائد العربي فخامة ألرئيس الدكتور بشار الأسد لما فيه تحقيق اهداف مشروعنا القومي ومصالح أمتنا العربية والاسلامية.
دولياً نجدد وقوفنا إلى جانب جمهورية روسيا الاتحادية في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها من قبل أمريكا وبعض الدول الغربية بما يحفظ امنها وسلامه اراضيها.. كما نبارك ونؤيد المواقف والخطوات التي تقوم بها جمهورية الصين الشعبية تجاه مختلف القضايا الاقليمية والدولية لتحقيق السلم الدولي للبشرية جمعاء.
وفي هذه المناسبة تجدد القيادة القطرية للحزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن التأكيد باسمها وقواعدها للشعب اليمني انها ستواصل عملها الدؤب لما يحقق مصالحنا العليا الوطنية جنبا الى جانب مع كل القوى الوطنية المناضلة والمجاهدة لأجل حرية واستقلال ونهضة بلادنا و نصرة قضايا أمتنا العربية والاسلامية وذلك ضمن دور الحزب وطنيا وقوميا الساعي لاجل عالم يسوده العدالة و الامن والسلام تحل فية الحرية وحقوق الانسان لجميع الناس بمختلف انتماءاتهم وديانتهم و الوانهم ومصالحنا القومية …
الرحمة لشهداء الوطن والأمة
والخلود لرسالتنا،،
صادر عن :
القيادة القطرية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
قطر اليمن
صنعاء بناريخ ٧ نيسان/ابريل ٢٠٢٣م