الاخبارعربي ودولي

المقداد: سياسة سورية الخارجية قائمة على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي وتحرير كل شبر محتل

أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في عرض أمام مجلس الشعب الاثنين الماضي ، أن السياسة الخارجية لسورية ستبقى قائمة على أولويات السيادة الوطنية والاستقلال ووحدة الأراضي وسلامتها وتحرير كل شبر محتل والقضاء التام على المجموعات الإرهابية ورفض مشاريع التقسيم، مشدّداً على تطلّع سورية إلى علاقات قوية وبنّاءة مع أشقائها العرب ومع العالم بأسره بما يحترم مبادئ السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال المقداد: تابعنا جميعاً التصريحات والمواقف التاريخية التي عبّر عنها السيد الرئيس بشار الأسد خلال الأيام القريبة والتي تناول خلالها بالتحليل العميق مختلف الشؤون الوطنية الداخلية ومواقف سورية حيال القضايا الإقليمية والدولية الحالية، مؤكداً في هذا السياق أن وزارة الخارجية والمغتربين تقوم بمتابعة تنفيذ توجيهات الرئيس الأسد والخطوط التي رسمها للسياسة الخارجية المبدئية لسورية القائمة على الدفاع عن استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني إلى جانب رعاية شؤون المغتربين السوريين في مختلف أنحاء العالم.   سورية صمدت أمام حرب إرهابية غير مسبوقة وأوضح المقداد أن سورية صمدت لسنوات طويلة أمام حرب إرهابية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، لأن بلداً في هذا العالم لم يتم استهدافه بهذه الأعداد من الإرهابيين ولا بحجم الدعم والتمويل والتسليح والغطاء السياسي والإعلامي الذي تلقته التنظيمات الإرهابية في سورية من حكومات دول معروفة لجأت إلى استخدام الإرهاب سلاحاً ضد هذا البلد لا لشيء إلا لأنه يتمسك بسيادته الوطنية واستقلاله ومصيره الحرّ وكرامته. وأشار المقداد إلى أن صمود سورية كان بفضل قوّاتها المسلحة الباسلة وحكمة قائدها وتماسك مؤسساتها الوطنية بما فيها هذه المؤسسة العريقة مجلس الشعب، وبدعم من الحلفاء والأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبنا لإيمانهم بعدالة موقفنا وقضيتنا وحربنا ضد الإرهاب والتطرّف وليقينهم بأننا أقوياء ومتجذّرون عبر التاريخ مهما تعاظمت التحديات والصعوبات.  نواجه تحدّياتٍ كبيرةً اقتصادياً واجتماعياً وقال المقداد: ندرك جميعاً أننا نواجه تحدّيات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في بلد عاش لأكثر من عشر سنوات آلام حرب إرهابية غير مسبوقة ونعلم الأثمان الباهظة التي دفعها شعبنا ودولتنا من أرواح المواطنين الأبرياء ومن تدمير للبنى التحتية والأملاك العامة والخاصة وسرقة للنفط والغاز والقمح والقطن والموارد الطبيعية والتراث الحضاري والإنساني للشعب السوري.. واليوم لا نزال نتعامل مع تحدّيات ليست بالعادية وفي مقدمتها سلسلة واسعة من الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي بلغت حدّاً غير مسبوق باستهدافها لقطاعات المصارف والطاقة والاستثمار والاستيراد والتصدير والاتصالات والنقل الجوي والبحري والبري بغرض رفع مستوى تأثير هذه العقوبات غير الشرعية إلى درجة حرمان الشعب السوري من حقوقه الأساسية في الحياة، ولاسيما حقه في الحصول على الدواء والرعاية الصحية والغذاء المناسبين، إضافة إلى منعه من حقه في الحصول على الموارد الكافية من الماء والكهرباء والاتصالات والتنقل الداخلي والخارجي. وجوب خروج القوات الأمريكية والتركية المحتلة و شدّد المقداد على وجوب خروج القوات الأمريكية والتركية المحتلة من جميع الأراضي السورية وإعادة بسط سيطرة الدولة السورية على مختلف هذه المناطق وإعادة إعمار وصيانة محطات النفط والغاز وتوجيه مواردها لمصلحة الشعب السوري حصراً، مشيراً إلى أن تآمر المجموعات الانفصالية على مصالح الوطن يضعها في خانة الأعداء وأن خيارها الوحيد هو العودة إلى الضمير الوطني لأن الولايات المتحدة خذلت كل من تحالف معها ضد وطنه وما أفغانستان في الأمس إلا دليل على ذلك.   أولوية الدولة استعادة الأمن والاستقرار وأكد المقداد أن الاهتمام الأساسي للدولة السورية في مجال العلاقات الخارجية ينصب على قضية استعادة الأمان والاستقرار في جميع أنحاء البلاد وتبقى هذه الغاية أساسية ومرتبطة بمسارات سياسية وميدانية متعددة، ومن ضمنها ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد من أن كل أرض سورية محتلة هي خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير، وأن هذا الموضوع محسوم وأي أرض تحتلها تركيا أو الولايات المتحدة أو (إسرائيل) أو التنظيمات الإرهابية سيتم تحريرها. وأشار المقداد إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين مستمرة بإثارة موضوع الاحتلال والعدوان التركي في مختلف المحافل الدبلوماسية والدولية، وتشدّد في جميع اتصالاتها على أن العدوان والاحتلال هما التوصيفان القانونيان والواقعيان الوحيدان اللذان ينطبقان على الوجود التركي غير الشرعي على الأراضي السورية .  مواجهة “إسرائيل” على رأس الأولويات وأوضح المقداد أن مواجهة خطر (إسرائيل) وعدوانها واحتلالها للأراضي العربية في فلسطين والجولان وغيرهما من أراضٍ محتلة في جنوب لبنان تبقى حاضرة على رأس أولويات السياسة الخارجية لسورية، مشدّداً على أن الصراع العربي الإسرائيلي سيبقى الهم الأساسي للسياسة الخارجية السورية وفي العلاقات مع دول العالم ويخطئ الكيان الإسرائيلي الغاصب ومن يقف وراءه إذا توهّم بأن الزمن ينسينا حقوقنا مهما طال. ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى أن (إسرائيل) كانت وستبقى راعية الإرهاب في المنطقة مع حلفائها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري والنظام التركي وهي لن تتوانى عن ممارسة جميع أشكال العدوان من أجل ضمان استمرار المجموعات الإرهابية ومنع انهيارها، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية هي عمل إرهابي وسعي مستميت لرفع معنويات الإرهابيين وإعادة تحريكهم وهي سلوك عدواني مرتبط بشكل عضوي بما تمارسه قوات الاحتلال التركي في شمال سورية من أعمال احتلال وعدوان وتخريب وتهجير ومحاولات استيطان ودعم للإرهاب، وذلك في إطار السعي المحموم للإسرائيليين والأمريكيين والغربيين والنظام التركي إلى استدامة الفوضى والإرهاب في المنطقة وقطع الطريق أمام آفاق الحل السياسي الذي يختاره السوريون وحدهم في منأى عن مثل هذه التدخلات السافرة.  التزام سورية بالقضية الفلسطينية ثابت وشدّد المقداد على أن التزام سورية بالقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية ثابت لا يهتز، مبيّناً أن التحديات والجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) يومياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن تزيدنا إلا عزيمة للوقوف إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني وحشد كل الجهد العربي والدولي لإدانة (إسرائيل) وتعرية أهدافها لأنها لا تريد السلام بل تريد الأرض والسلام معاً وهو أمر يستحيل أن نقبل به.  هناك فرصة لتعزيز الصف العربي وبشأن علاقات سورية الخارجية ولاسيما مع الأشقاء العرب، أشار المقداد إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين مستمرة بتنفيذ توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد القائمة على رؤية واقعية ثاقبة تأخذ بعين الاعتبار ظروف الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية والنتائج السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي أفرزتها السنوات العشر الأخيرة على الصعيدين العربي والإقليمي. وقال المقداد: أشدّد على ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد مؤخراً من أن علاقاتنا مع معظم إخواننا العرب لم تتأثر في المضمون بقدر ما تأثرت بالشكل، وإننا ننظر اليوم إلى المستقبل بإيجابية رغم سنوات الحرب وما خلفته من دمار وخسائر، وذلك من أجل تلبية تطلعاتنا في إقامة أفضل العلاقات البينية والجماعية وتجاوز الخلافات أو التخفيف من حدّتها وتأثيرها في العمل العربي المشترك والانطلاق نحو المستقبل وفق رؤية استشرافية تأخذ بعين الاعتبار مصلحتنا جميعاً كدول عربية في تعزيز العلاقات السياسية.  أوروبا هي الخاسر الأكبر من المواجهة مع روسيا ولفت المقداد إلى أن موقف سورية من العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا كان وسيبقى قائماً على اعتبارات سياسية وأخلاقية وقانونية راسخة، فنحن في سورية نملك خبرة واسعة في نفاق الغرب وسياساته المعلنة ودفعنا في عدد من المناسبات ثمن خبرتنا العميقة في كشف كذب هؤلاء وازدواجية مواقفهم وأجنداتهم الحقيقية وقاومنا نفاقهم القائم على الجمع بين شعارات الديمقراطية. وأضاف المقداد: لا أحد في الغرب قلق اليوم من تداعيات الأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي وكل ما يفكر به الغرب المنافق هو عزل روسيا الاتحادية وحلفائها وأصدقائها وتأمين الغاز والنفط والقمح والغذاء لمواطني الدول الغربية فقط، لكن في نهاية المطاف فإن دول الاتحاد الأوروبي ستكون الخاسر الأكبر نتيجة التورّط في مواجهة أشعلتها واشنطن ولندن مع روسيا الاتحادية. وقال المقداد: نحن لم نعتدِ على أحد ولا نقبل أن يعتدي أحد علينا ونحن لم نسلب حق أو أرض أحد ولا نقبل أن يسلب أحد حقنا أو أرضنا ولم نتدخل في شؤون أحد ولا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا الوطنية ولم نفرض على أحد نماذج حكم أو مسار علاقات وسياسات خارجية لا تراعي المصالح الوطنية ولا نقبل أن يمارس أحد في حقنا مثل هذه التدخلات السافرة، وسنبقى نقاوم كل من يسعى إلى إقصائنا أو عزلنا وهي مسؤولية وطنية تاريخية لن نتوانى عن الاضطلاع بها مهما تعاظمت الضغوط والتحديات. وختم المقداد بالتأكيد أن سورية دولة قوية وذات سيادة وتعتز بهويتها الوطنية والعربية وهي تتطلع إلى بناء علاقات قوية وبنّاءة ومنتجة مع أشقائها العرب ومع العالم بأسره بما يحترم مبادئ السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ونبذ استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ويتسق مع أولويات السياسة الخارجية السورية ويحقق الرفاه والنمو المستدام للسوريين وللبشرية جمعاء دون استثناء أو إقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى