
بيان صادر عن القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا باسم البعثيين حول قرار حل الحزب وقرار حل الأحزاب
يا أبناء أمتنا العربية، يا أبناء سوريا الأحرار، يا رفاقنا البعثيين في كل مكان،
في ظل مرحلة خطيرة تمر بها سوريا العروبة، فوجئنا بقرار قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا حل الحزب، متزامناً مع قرار الإدارة السورية الجديدة بحل جميع الأحزاب السياسية، في خطوة غير شرعية تعكس عقلية إقصائية غريبة عن تاريخ سوريا السياسي، وتتناقض مع مبادئ العمل الوطني الحر.
إننا، نحن البعثيين الأوفياء لفكر الحزب ونهجه الكفاحي، نرفض هذا القرار رفضاً قاطعاً، ونؤكد أنه لا شرعية له، فهو محاولة لطمس الهوية السياسية لسوريا وفرض واقع استبدادي يتنافى مع تاريخها النضالي وإرادة شعبها. إن سوريا لكل أبنائها، ولا يمكن القبول بأي توجه يُلغي التعددية السياسية ويحتكر القرار الوطني بيد فئة أو سلطة لا تعبر عن إرادة السوريين الحرة.
إن بلدنا اليوم يواجه أخطر مشاريع التقسيم والاحتلال، حيث تسعى قوى أجنبية وأدواتها إلى تفتيته وضرب وحدته الوطنية. وعليه، فإننا نؤكد أن النضال الحقيقي في هذه المرحلة يقتضي رص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلالات كافة، سواءً كانت أمريكية أو تركية أو صهيونية، ومنع أي مشروع لتقسيم سوريا وتشتيت شعبها.
وبناءً على ذلك، ندعو كافة القوى الوطنية والقومية إلى عقد مؤتمر وطني جامع تحت رعاية عربية، يضم جميع المخلصين لوحدة سوريا وسيادتها، بعيداً عن الإقصاء والتبعية، لوضع خارطة طريق تنقذ البلاد من أزماتها وتعيد القرار الوطني المستقل إلى السوريين.
يا جماهير شعبنا، إن محاولة فرض عقلية الإلغاء والاستبداد لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والضعف، ولن يكون قرار حل الأحزاب سوى محاولة فاشلة لمصادرة الحياة السياسية في سوريا. إن المبادئ لا تموت، والإرادة الشعبية هي الفيصل، وسنواصل النضال من أجل سوريا موحدة، عربية، مستقلة، قوية في وجه كل المشاريع التي تستهدف وجودها.
عاشت سوريا حرة عربية، وعاش نضال البعثيين الشرفاء من أجل الأمة ووحدتها.
دمشق في الرابع من شباط من العام ٢٠٢٥.