نداء صادر عن المؤتمر العام للأحزاب العربية حول الأحداث التي تشهدها الساحة السورية
نتابع جميعاً التطورات الدراماتيكية التي تشهدها الجمهورية العربية السورية، والهجوم الإرهابي واسع النطاق الذي تشنه جبهة النصرة / هيئة تحرير الشام الإرهابية على محافظات حلب وإدلب وحماة، والعدوان الإرهابي للمجموعات التكفيرية من جنسيات عديدة مصنفة دولياً عبر قرارات الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية، وبالدعم والتمويل العلني والتسليحي من النظام التركي، ودعم ومساندة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، في تطور خطير يأتي استكمالاً للعدوان على فلسطين ولبنان.
إن مواقف سورية القومية ودعمها للمقاومة وتمسكها بقرارها الوطني المستقل جعلها أمام استهداف ممنهج يسعى إلى تقسيمها وإضعافها وتحييدها عن دورها التاريخي إلى جانب المقاومة وقضايا الأمة العادلة خاصة القضية الفلسطينية.
لقد دأب أعداء الأمة على استهداف أقطارنا العربية في العراق وليبيا واليمن والسودان ولبنان وفلسطين ومؤخراً سورية. والأطماع الصهيو-أمريكية واضحة في استهداف دول المنطقة وشعوبها، وما يحصل في سورية اليوم هو وجه من وجوهها، وقد تلاقت مع المشاريع العثمانية الطورانية التركية التي ظهرت للعلن لاستعادة مجدها البائد باستخدام عصابات إرهابية متعددة الجنسيات.
إن نجاح هذه المؤامرة على سورية يعني تهديداً مباشراً للأمن القومي للأمة والإقليم والعالم، فهذا الخطر هو خطر داهم لا يستثني أحد، ونتذكر جميعاً تهديدات رئيس حكومة الاحتلال للقيادة السورية بعد انتهاء العدوان على لبنان، وموقفنا المبدئي تجاه سورية ينبع من كونها الحاضن الأول للمقاومة والمساندة للحقوق العربية والرافضة الاعتراف بالكيان الصهيوني الإرهابي المجرم.
عليه فإننا نتوجه بهذا النداء باسم المؤتمر العام للأحزاب العربية، والذي يضم أحزاباً عربية من مختلف المشارب والتيارات الفكرية، مؤكدين الآتي:
1. ندعو الأحزاب العربية والأحزاب الصديقة الإقليمية والعالمية، والاتحادات والنقابات والهيئات العربية والعالمية الرسمية والشعبية الوقوف إلى جانب سورية في مواجهتها لهذا الاعتداء الإرهابي التركي-الصهيوني-الأمريكي، وتنظيم الوقفات والتظاهرات أمام السفارات التركية والأمريكية رفضاً وتنديداً به وتضامناً مع الشعب السوري وحكومته الدستورية.
2. ندعو حلفاء سورية وأصدقاءها إلى الاستمرار في دعم الجمهورية العربية السورية بالوسائل كافة، مؤكدين على أهمية الحوار وفق الثوابت والسيادة السورية، وبما يحقق الحفاظ على السيادة ووحدة الأراضي السورية ومؤسساتها الدستورية.
3. على المجتمع الدولي إدانة هذه الاعتداءات وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة المتعلقة بمكافحة المجموعات الإرهابية، سيما المواد 2170/2178، وعدم التقاعس في مواجهة هذا التهديد العابر للحدود والمتفلت من القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية.
4. ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة مؤتمر التعاون الإسلامي للاجتماع العاجل واتخاذ الخطوات اللازمة لدعم سورية، كما ندعو مجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع قرار تصنيف هيئة تحرير الشام وعدداً من المجموعات كمنظمات إرهابية موضع التنفيذ، واتخاذ القرارات المناسبة والخطط لمواجهتها لحماية الشعب السوري والشعوب المجاورة من هذا المرض العضال، وكذلك الدول التي اكتوت من ناره طوال العقد الفائت.
5. نثمن مواقف الدول العربية والصديقة التي أبدت تضامنها الكامل مع سورية، وندعو إلى اتخاذ القرارات والخطوات التي تترجم هذه المواقف لجهة دعم جهود الحكومة السورية في محاربة الإرهاب وتخفيف الأعباء التي ترتبت جراء الاعتداءات الإرهابية على المدن السورية.
6. نطالب بإدانة التصريحات والممارسات التركية الاستعمارية التي تظهر النوايا المبيتة للمشروع التركي العثماني الطوراني في سورية، وندعو إلى مواجهة هذا المشروع التركي الخطير والمتناغم مع أدواته من مجموعات إرهابية دربها وسلحها أمام مسمع ومرأى العالم.
7. ندعو إلى خروج جميع الجيوش المحتلة الأمريكية والغربية والتركية من الأراضي السورية المحتلة، لتحقيق وحدة واستقرار وسيادة الجمهورية العربية المحتلة واستعادة ثرواتها المنهوبة.
8. إن الإرهاب بوجهيه الصهيوني والتكفيري يستهدف جميع كيانات الأمة، ويسعى إلى تغيير وجه المنطقة وإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد لتسييد الكيان الصهيوني وحلفائه في العالم وإنهاء المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
نعلن تضامننا مع الشعب السوري الشقيق ومؤسساته الدستورية وجيشه العقائدي وقيادته المقاومة، المعبرين عن قوة وإرادة وقدرة الشعب السوري في مواجهة هذا التهديد الوجودي بقوة واقتدار.
الأمين العام
قاسم صالح